أفلاطون والمثل
كيف ندرك المحسوس وهل ماتدركه حواسنا هو واقع وحقيقة المحسوس ام أننا نُدركُ شيئًا آخر؟ لأفلاطون وجهة نظر عميقة في هذا الصدد، إذ ميِّز افلاطون بين عالمنا المحسوس هذا، وبين ذلك العالم المعقول، فأصبح لديه عالمين؛ عالم مفارق هو عالم المُثُل وهو العالم الذي توجد فيه حقائق أيُ مُثُلٍ في هذا العالم المحسوس، وعالمنا محسوس وهو عالمنا اللأرضي هذا الذي اعتبره افلاطون مجرد ظل للعالم المعقول، واعتبر كل مافيه من أشياء وكائنات بمثابة ظلال إذا ما قيست بحقائقها في ذلك العالم المثل. و”المُثل” عند أفلاطون هي الوقائع التي لا تتغير، وتدركها عقولنا الى تحديد كلي حقيقي.
اللاهوت عند أفلاطون
بعد توجه الكثير من النقد بخصوص نظرية أفلاطون في المثل وكيف تتواجد بها هوة لا تردم بين ذلك العالم -عالم المثل- والعالم الذي نشعر به بإدراكنا الحسي، عمل أفلاطون وبذل جهدًأ كبيرًا للتوصل الى حل لتلك المعضلة، وكانت اجابته تكمن في ادخال مفهوم “النفس: كوسيط بين العالمين وقد أستلهم من الفيثاغوريين التصور القائل أن النفس تحتل مكانًأ بين العالمين: عالم الوجود بوصفها إلهية وأبدية، وعالم التحول، بوصفها مادية وانتقالية كما وأستلهم كذلك فكرة أنكساغروس عن أن النفس هي سبب كل حركة وإحداث، ونشأ عن ذلك كله مذهبه في أن العالم يحركه ويحمنه ويوجهه نحو الخير مبدأ حي عاقل، وهذا جوهر اللاهوت عند أفلاطون.
تعليم أفلاطون الأخلاقي والسياسي
كان مذهب أفلاطون السياسي هو تعميم لمذهبه الأخلاقي وقد أتخذ اهتمامه بالكونيات منحنى مهمًا في بلورة أفكاره الأخلاقية والسياسية؛ إذ يرى أفلاطون أنه اذا ما أردنا إستصلاح العالم السفلي وهي الارض ومعاشنا عليها علينا الاقتداء بالعالم العلوي وما تجري فيه من حركة الأفلاك المنتظمة الثابتة. وقد شرح أفلاطون وجهة نظره السياسية في كتابه الجمهورية، وأرسى قواعده ومبادئه في نشوء المدينة الفاضلة.