نشأت الفلسفة بسبب الفضول والتساؤل بعيدة عن حيز اللاهوت الضيق والعلم. بحثا عن الحقيقة التي يمكن التوصل اليها أو التطلع الى معرفة طبيعة الأشياء والرغبة بالمعرفة من أجل ذاتها. وابتدئت الفلسفة الإغريقية القديمة عند “الأيونيين” وهي أحد دويلات المدن الإغريقية التي تقع على ساحل آسيا الصغرى وكانت من أغنى الدول وأكثرها تحضرا في المجتمعات الإغريقية في الفترة الزمنيةلعام 600 قبل الميلاد
كان أصحابها متجردين تماما عن الدين مثل عبادة الخصوبة والموتى وجميع أشكال الديانات التقليدية دو أن يكونوا ضد الدين أو معادين له. ويمثل هذه الفلسفة ثلاثة رجال, هم طاليس الذي قال أن الماء هو العلة الأزلية وتتكون منه جميع الأشياء, وأنكسمندر الذي أخترع المزولة ورسم أول خريطة للعالم وانكسيمنس الذي يقول أن أصل الموجودات هو الهواء
كانت تفسيراتهم “للعملية الكونية” تقوم على فكرة تسليمهم بوجود مادة حية وفريدة من نوعها تدعى “الرطوبة” أو بعبارة أدق “الرطب” (to hugron) واطلق عليها أنكسمندر اسم “الابيرون” وتعني اللامحدد, وتقوم قصصهم التي نسجوها عن العالم عن طبيعة تكون الكون بسبب مبدأ “التخلخل والتكاثف” – ” rarefaction and condensation” بسبب اهتمامهم البالغ بظواهر الجو والمناخ, إذ يرجعون عمليات التبدد والتجمع للعناصر المختلفة مثل الحار والبارد الرطب والجاف التي كونت الأرض والبحر وانحلالهما النهائي والبنى الغريبة للغيوم والنار التي كونت الأجرام السماوية.
بدأ انحطاط الدولة الأيونية بفعل الغزو الفارسي لينتقل مركز الحياة العقلية الى جنوب ايطاليا وصقلية وهي مدن مستقلة تماما عن دويلات الإغريق الرئيسية وإن كانت ترتبط في الدين والمساعدات العامة بفعل القانون العام. وإليها هاجر فيثاغورس وأنشأ عام 530 قبل الميلاد “نظام الإخوة الفيثاغورسية” في مدينة كوروتون وهي المدرسة الفلسفية “الإيطالية” التي أنشأها والتي تتميز بخلفيتها الروحية المختلفة والتي نشأت متأثرة بالدين”الأوريفي” القائل أن النفس إلهية خالدة, وأنها هبطت من الأعلى وسجنت في الجسد, وأنها محكومة بالتناسخ المتواصل حتى تتمكن من تطهير نفسها والإفلات والعودة الى العالم الإلهي. ولعلهم أطلقوا صفة “الإلهية” لإنهم ما كانوا يقصدون أكثر من كونها حية وباقية
يصعب تحديد تعاليم فيثاغورس بدقة لعدة أسباب منها,نسب التعاليم ذات المذاهب المختلفة التي سادت لاحقا وغلبت على مدرسة الإيطالية الى التعاليم الفيثاغورسية, وبالتالي يصعب جدا القطع ما اذا كان مذهب معين ينتمي الى جيل المدرسة الاول أم إلى الفيثاغوريين المعاصرين لأفلاطون أم إلى حركة الإحياء الفيثاغورسية الجديدة لكن مبادئ فيثاغورس واسهاماته الرياضية هي التي ما تجعل لدينا مجالا للشك عن أفكاره بخصوص “إلهية النفس التي تتمثل في العقل الذي يهبكل شيء منحنى رياضيا وعدديا أكسب ذلك المفهوم تطورا كبيرا في المجالات العلمية مثل الكونيات والفيزياء والرياضيات.
Like!! Thank you for publishing this awesome article.
إعجابإعجاب